المحتوى الرئيسى

جرائم الحوثي بحق اليمنيين تتصاعد وانتفاضة شعبية تلوح في الأفق

منذ 1 اسبوع - 2024-05-10 [71] قراءة

صعَّدت ميليشيا الحوثي مؤخرًا من انتهاكاتها وجرائمها بحق الصحفيين والقضاه والناشطين والفنانين والأكاديميين والحقوقيين والتربويين في مناطق سيطرتها في ظل تصاعد الاحتقان الشعبي ضدها، الأمر الذي قد ينذر بانفجار ثورة شعبية عارمة تقتلع عصابة الحوثي من جذورها.

جرائم تتنوع بين "القتل والتعذيب والاختطاف والاخفاء القسري والاعتقال التعسفي والاعتداء الجسدي وتفجير المنازل وتجنيد الأطفال وحصار المدن".

ما يقارب الأسبوعين والناشط خالد العراسي لا يزال مختطفًا لدى عصابة الحوثي كما أن مصيره حتى اليوم لا يزال غامضًا ولا تعرف عنه أسرته شيئا.

اختطاف العراسي الموالي لعصابة الحوثي جاء على خلفية تناوله قضية تجارة المبيدات المحظورة والقاتلة التي يتزعمها نافذون تربطهم علاقة بقيادات وسلطة المليشيا، وتحولت في الآونة الأخيرة الى قضية رأي عام.

بالتزامن مع اختطاف العراسي، قامت عصابة الحوثي باختطاف المدير السابق لمركز رقابة ذمار في هيئة المواصفات والمقاييس، المهندس محمد المليكي، على خلفية نشر معلومات عن الفساد الذي تتورط فيه قيادة مليشيا الحوثي.

اعتداءات واعتقالات للناشطين

وكشف النائب في برلمان صنعاء المختطف أحمد سيف حاشد ملابسات اعتقال المليكي، وهو ثامن خبير في الجودة والمواصفات على مستوى الشرق الأوسط، بعد استدعائه من قبل ما تسمى إدارة البحث في العاصمة صنعاء.

وقال حاشد، إن ‏المهندس محمد المليكي كان يتابع بلاغه في هيئة مكافحة الفساد بصنعاء الذي مازال لدى الهيئة منذ قرابة العام، بشأن فساد وزارة التجارة والصناعة، وإذ بالبحث الجنائي يقوم باستدعائه واختطافه.

ويأتي اختطاف الخبير المليكي في إطار الاعتقالات والاعتداءات التي طالت عددًا من الناشطين والخبراء الذين كشفوا فضيحة المليشيات الحوثية في تعمد إدخال شحنة المبيدات الإسرائيلية المسرطنة إلى الأسواق.

في مارس الماضي توفي مدير عام التدريب بوزارة التربية والتعليم، صبري الحكيمي، تعذيبًا في سجن الأمن والمخابرات التابع لعصابة الحوثي في صنعاء، وذلك بعد نحو 6 أشهر من الاختطاف والاحتجاز بدون أي تهمه.

"لا حياة لمن تنادي"

ورغم الدعوات التي أطلقها نواب ونشطاء وحقوقيون لمليشيا الحوثي بفتح تحقيق شفاف بخصوص وفاة التربوي الحكيمي إلا ان تلك الدعوات لم تجد لها أي صدى لدى عصابة الحوثي التي لا تأبه بالمواطنين في مناطق سيطرتها وتعتبرهم مجرد أرقام لا أكثر أو أقل.

وفي بيان وقّعه العشرات من المدافعين عن حقوق الإنسان والكتاب، نبهوا إلى زيادة حالات الوفاة في سجون الحوثي، حيث كان آخر الضحايا زيدون جحاف وهشام الحكيمي مسؤول السلامة في منظمة «إنقاذ الطفولة».

انتهاكات واعتداءات ضد القضاة

في الـ 28 من إبريل الماضي انتهت المهلة التي حددها نادي القضاة في "صنعاء" كفرصة أخيرة حتى تفرج مليشيا الحوثي الانقلابية عن القاضي "عبد الوهاب قطران" المختطف في سجونها منذ يناير الماضي.

وعلى الرغم من انتهاء المهلة المحدد لكن عصابة الحوثي لم تبد أي تجاوب، وتجاهلت مطلب النادي بالإفراج عن "قطران".

نشطاء وكتاب يمنيون حذروا من تدهور صحة القاضي القطران الذي أمضي ما يزيد عن 115 يوما في سجون الحوثيين بسبب كتابته منشوراً انتقد فيه مهاجمة الحوثيين الملاحة في جنوب البحر الأحمر، وطالب بصرف رواتب الموظفين.

وكانت صحة القاضي قطران المختطف لدى ميليشيا الحوثي قد تدهورت عقب أيام من إعلانه إضراباً مفتوحاً احتجاجاً على عدم إطلاق سراحه، بحسب مصادر حقوقية.

وبحسب نجل محمد عبدالوهاب القاضي قطران (نجل قطران) فإن والده يمر بأوضاع صحية صعبة.

وقال نجل قطران إن تعذيبًا نفسيًا يمارس على والده منذ اليوم الأول لاعتقاله، حيث تم إيداعه لمدة 37 يومًا في زنزانة انفرادية ضيقة بمساحة الفرش الذي ينام عليه ومنع أي زيارة له أو تواصل مع أهله، قبل أن يخرجوه من الزنزانة الانفرادية ويمارسوا عليه التعذيب النفسي وذلك بوعودهم له كل آونة بأنهم سيفرجون عنه وسيخرجونه من السجن.

وكانت عصابة الحوثي أقدمت في الثاني من يناير الماضي، على محاصرة واقتحام منزل القاضي عبد الوهاب قطران، وقام باختطافه وإخفائه قسرا، وترويع أسرته، ونهب وإتلاف أثاث منزله ومقتنياته الشخصية.

وسبق ان مارست عصابة الحوثي أشكالاً من الانتهاكات ضد القضاة، منها القتل والتهديد والاعتداءات والتدخل السافر في إجراءات سير القضاء واستخدامه مقصلة لتصفية حسابات سياسية مع الخصوم ونهب ممتلكاتهم ومحاكمتهم بصورة مخالفة للقانون.

الحوثي على خطى داعش

جرائم الحوثي طالت أيضا فنانين ومنشدين وهو ما أثار سخطًا واسعًا في أوساط اليمنيين، وبين رواد وسائل التواصل الاجتماعي من سياسيين وإعلاميين وصحفيين وناشطين.

وفي استمرار لنهجها في محاربة الفن أسوة بتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، اختطفت مليشيا الحوثي، الأسبوع الماضي، ثلاثة فنانين شعبيين أثناء اقتحامها صالة أفراح بمحافظة عمران شمال صنعاء.

مصادر قبلية أكدت أن الفنانين هاشم الشرفي ومحمد الدحيمي ومبروك الدحيمي اختطفتهم عصابة الحوثي من صالة الأعراس، واقتادهم إلى أحد سجونه، وذلك بعد تهديد ملاك صالات الأفراح بالإغلاق في حال سمح للفنانين بإقامة حفلات الأعراس، مطالبة إياهم بتشغيل أهازيجها وشعاراتها في الحفلات بدلاً عن الأغاني.

وكانت عصابة الحوثي أصدرت تعميماً يقضي بمنع الفنانين والفنانات من حضور المناسبات والأعراس، واستبدالها بأناشيد وزوامل دينية تابعة للجماعة.

غليان شعبي متعاظم

مراقبون اعتبروا هذا الإجراء جزءًا من سياسات مليشيا الحوثي الرامية إلى فرض ثقافتها ونمطها الطائفي على اليمنيين، وينظر إليه على أنه محاولة لمحو الإرث الثقافي والحضاري للشعب اليمني، وتعزيز الأهازيج والزوامل التعبوية التي تمجد المليشيا وتعزز من نفوذها الثقافي والاجتماعي.

ويتوقع مراقبون أن تشهد الفترة المقبلة تطورات مهمة على صعيد الغليان الشعبي المتعاظم في مناطق سيطرة الحوثي، مع تفاقم الفقر وانعدام الخدمات وتصاعد الممارسات الحوثية القامعة لحرية التعبير، إلى جانب انتهاج سياسة الإفقار والتجويع المتمثلة في سرقة رواتب الموظفين، وسرقة المساعدات الإنسانية وبيعها في السوق السوداء، بالإضافة إلى منع وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها وفق ما وثقته تقارير لمنظمات دولية.


المصدر: المنتصف نت

تابع أيضاً

عاجل